بعد توجيه نص السؤال الى سيدي ووالدي كان رده حرفيا :
رد عبد ربه وأسير عبوديته سبط القطب المكتوم وحفيد التماسيني ..محمد الهادي التجاني التماسيني على سؤال.... الذي تضمن نصه : أسأل مشايخنا الكرام عن معنى الحضور النبوي الشريف في الوظيفة وكيف نفرق بين هذا الحضور وبين الحقيقة التي تقول أن الحقيقة المحمدية حاضرة مع كل ذرة في الوجود :<< لقد جاءكم رسول من أنفسكم ...>>
أيها الأخ المراد الصادق واضح من سؤالك أن لك قدم صدق في هذه الحضرة الأحمدية المحمدية الكنزية الذخرية العبدية الختمية الطاهرة وهي كيف توفق بين حضوره صلى الله عليه وسلم في الوظيفة وبين حضوره الدائم المستمر في كل مكان وزمان وفي كل ذرة في الوجود.
ولرد على سؤالك الملهم الذي نتمنى على الله أن يزد به معرفة وعلم لكثير من الأحباب التجانيين وغيرهم جميع أحباب سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم..... اعلم يا أخي في الله حتى ولو كنت لا أعرف اسمك ونسبك الظاهر وأنتم كذلك لا تعرف عني شيئا سوى قوة أنوار المحبة في شيخي وكافلي أبي الروحي الثاني في الإيمان غذاء روحي ووجهتي من الحق قائدي ودليلي إلى حضرة سراج النور الذي أسرجت من أنواره جميع السرج ولم ينقص من نوره شيء صلى الله عليه وسلم أعني صاحب تربيتي الروحية بالطريقة الأويسية مباشرة أبي الروحي الثاني القطب المكتوم والبرزخ المختوم والخاتم المحمدي المعلوم عند أهل الصفاء والوفاء.
اعلم أيا الأخ الصادق يجب أن يستقر في علمك أن جميع الصلوات على النبي صلى الله عليه وسام في غاية الفضل والرفعة والسمو والشرف وإليه تشير الإشارة في قوله الصادق المأمون صلى الله عليه وسلم << إنما أنا رحمة مهداة >> ... ومن وفقه الله من الأمة المختارة والهمة والتصديق والرضا يتقبل بقلب واسع والرجاء باسط اليدين لهذه الهدية المهداة من عين كرم فضل جود الرحمة الربانية ...حضرة << ذلك فضل الله >> حيث ينتقل السالك من مريد صادق إلى مراد الحضرة المالكة مجتبى السيادة الأزلية عبد الله لا غير لا عبد أجر ولا عبد خوف ولا عبد دينار عبد المنعم لا غير فاقد الرجاء في كل ما سوى الله .
وكما هو معلوم عند أهل الصفاء أن فضل الصلوات على النبي المختار صلى الله عليه وسلم يتفاوت رفعة وسموا للسالك لا للصلاة بين كل صلاة وصلاة وذلك حسب رفعة شأن قائل ومنضم تلك الصلاة وصلاة الإمام على كرم الله وجهه لها فضلها الخاص وصلاة الصحابي الجليل ابن مسعود كذلك صلاة الحاتمي والجيللي والإمام الشاذلي والقطب المكتوم وكذلك رضي الله تعالى عن جميع سادتنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والأولياء جميعا وكل من هو مقبوض أحضان سيدنا ونبينا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .... وأعلم أن جوهرة الكمال هي درة منفردة فريدة ... واعلم أن هذه الصلاة من صنف المديح لسيد الرجال صلى الله عليه وسلم كالبردة والهمزية للإمام البصيري رحمه الله إنما جوهرة الكمال أعلا وأعظم شرفا من أي مديح قاله البشر لأنها منسوبة له وشرف التابع من المتبوع وهو ناظمها وقائلها صلى الله عليه وسلم ... ومن عنده علم بعلم حق اليقين أنه صلى الله عليه وسلم مدح نفسه بنفسه لنفسه بأعظم وأجل مديح على الإطلاق ... وأنت أيها المراد الصادق إذا وفقك الله ومدحت قمر الوجود في نفسك بنفسك... أليس هناك رمز وطلسم يستحق الحل وقد قلت في ختام سؤالك<< لقد جاءكم رسول من أنفسكم >> وأنت أيها الأخ إذا أردت أن تعرف كيف توفق بين حضوره في الوظيفة صلى الله عليه وسلم وحضوره الدائم المستمر دون انقطاع لحظة في كل زمان ومكان وفي كل درة من الوجود يجب أن تعرف أنه لو توقف نوره لحظة لإنهد الوجود وانحرف من تجلي أنوار سبحاة العظمة والكبرياء مباشرة للمخلوقات دون حجاب رحمة للعالمين المضلة الواقية للمخلوقات الظل الذي استظل تحت ضله الظليل كل مخلوق –أخي في الله رفيق الدرب السعيد إن أردت أن يتضح لك كيف توفق بين حضوره في الوظيفة بالذات الشريفة وكذا كل خليفة تحت ضله الظليل وبين حضوره في كل مكان وزمان في جميع ذراة الوجود ... هذا متوقف على ارتفاع مؤشر فقه معرفة المريد وكمال غوصه في مراتب بطون الأربعة دون سره العزيز المكتوم على غير الله سبحانه وتعالى وقوة يقين قلب المؤمن الثابت الذي لا يتقلب بين طرفي النور والظلام ...القلب الثابت النضر الموجه صوب شطر نور أنوار الجمال القدسي ... النور الذي عم جميع الأماكن المقدسة خاصة المسجد الحرام موطن مولده الشريف قبلة كل قاصد متوجه إلى الله ... ويتوقف كذلك على العين الناضرة والتلسكوب الجبار المكبر والمعظم إلى هذه الحضرة الجمالية الطاهرة الشريفة. المجملة والمعززة بنيشان عز أول العبدين وأحمد الحامدين وأقرب الساجدين إلى الله... وبقوله تعالى << أسجد واقترب >> وقوله تعالى << قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين >> من سن الحمد على الله بالله لله ... << من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة... >> واعلم أخي في الله أن التعلق وأنضر إليه صلى الله عليه وسلم على وجهين عند العرفين التعلق الصوري والتعلق الروحي...
التعلق الروحي هو التعلق بحقيقته النورانية الكاملة صلى الله عليه وسلم ... يكون بالغوص والتبحر والتوغل في معرفة باطنه واحدا أو أكثر من مراتب بطونه الأربعة الصورة الأولى الإنسانية الكاملة التي خلقها الله في أحسن تقويم وأحبها الله ومقصود الله من الأكوان المتكونة دورا على دور وبحر على بحر وفيض على فيض
والتعلق الثاني التعلق الصوري بالصور الآدمية الشريفة التي كرم الله صورة جميع بني آدم برا وفاجرا من أجلها وعلى عين تكرم ألف عين الذات الكثيفة التي ولدت بمكة المكرمة وأدت الأمانة وبلغت الرسالة ورجعت إلى الرفيق الأعلى في زمن معلوم وكما شاء وقدر سبحانه وتعالى والتعلق بهذه الصورة الجميلة التي أحبها الله لها مراتب حتى يبلغ المتعلق بها إلى رؤيتها ومشاهدتها بعين البصر يجب أولا أن يخزن المريد في الذاكرة صفاتها الظاهرة الجميلة كما شاهدها وعاينها ووصفها الواصف من الصحابة الكرام وهي معروفة ومدونة في كتب السيرة النبوية الشريفة ... لا نطيل بكتابتها
والسالك الشاكر مراد الحضرة الإلهية إذا امتثل الأمر قوى نوره ولم يركن عند سماع الأمر من الله << يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما >> ومن أدمن شرب كؤوس الصلاة والسلام على حبيب الله صلى الله عليه وسلم إلى درجة الاستهتار والجنون في نضر الأغبياء المجانين الأموات وإذا كان المريد عاشقا فعلا مداح القمر في انتظار الإشراق. مصلياً عليه في كل الأحوال في سر و وجهر و ...متفاني متلاشي في حبه...ذاهلا عن غيره غائباً عن نفسه أعمى عن شهود غيره صل الله عليه وسلم إلى أن يصل المحب العاشق الولهان إلى الفناء والمحو في نور الأنوار الذي تنمحق وتنسحق من هيبة جلاله جميع الصور والمشاهد والأكوان من مرآة قلب وعقل المشاهد... وفي هذا الموقف الأجل أشار الإمام البصيري
كأنه و هو فرد من جلالته----في عسكر حين يلقاه و في حشم
حيث يبلغ المشاهد درجة الفناء الكامل والمحو التام حيث يفنى وينمحق كل شيء لاشعور ولا إحساس ولا زمان ولا مكان ولا أين ولا كيف ولا نفس ولا عبد ولا سيد ولا روح ولا ذاكر ولا ذكر يزول كل شيء –وفي هذه الحالة اللاشعورية حتماً يكون فيها القلب والعقل الإنساني كامل الصفاء والنقاء والتجوهر –لا شيء فيهما سوى مرآة صافية مستعدة لالتقاط كل صورة تواجه المرآة والعاشق مداح القمر كان في البداية قبل المحو والفناء موجهاً بقلبه وعقله الممدوح كامل الأوصاف والنعوت صلى الله عليه وسلم .
ولحظة الانتباه واليقظة والصحو الكامل يجد المداح الصورة الجميلة الشريفة منطبعة في عقله وفكره وقلبه ونفسه بكل أوصاف الجمال والجلال كما كان عليه في الحياة الدنيوية صلى الله عليه وسلم ...وهناك من البعض كل من نام يراه ...وهناك من يراه كلما غمض عينه وهناك من لا تزول الصورة أنفاسه طرفة عين وهذا نوع من أنواع المشاهدة...وهناك المعاينة ...
وهناك ما هو أكمل وأتم هو حضور الذات الشريفة يقظة لا مناماً... وإن شئت أن أعطيك إشارة لطيفة عليك بفك رمز الطلسم إن كنت تملك جهاز رادار قوي ...سوف وحدك تقرءا الرمز وتتضح لك الإشارة وتفهم العبارة أنت ...أنت المغرور بتزاحم قيل وقال ...أنت الغائب لا هو...أنت المغيب بحجب وأستار من عقلك أما هو صلى الله عليه وسلم فله الحضور الكامل والتام في أي مكان وزمان وهو قبلة قلبك وعقلك أماما بصرك وبصيرتك وإذا انتبهت من الغفلة وصحوة من النوم..جرب جرب ..وصدق تسلم جربه استحضره يحضر التفت عنه يغيب...جرب جرب ...غيب نفسك يحضر في نفسك ...أليس هو إمامك وأولى بك من نفسك ..ويعرف مصالحك جرب غيب نفسك وترك له التدبير والاختيار بدلاً منك...
من المعلوم من السنة الشريفة ويقين العارفين بالله << الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون>> أن جميع الأنبياء والمرسلين أحياء في قبورهم وذواتهم لا يأكلها التراب
والجميع شهداء وقتلوا في سبيل الله وإن ماتوا على الفرش على نبينا وعليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام . ومن الثابت سنه أن موسى يصلي في قبره وأن جميع الانبياء والمرسلين صلوا خلف الإمام الأعظم صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج ومن الأولياء سيدنا الخضر حي يرزق ويتجول في كل مكان وزمان ويتقابل مع العارفين ويأخذون عنه علوم وأسرار وأنوار .
أما الإمام الأعظم صلى الله عليه وسلم حي في قبره بذاته الشريفة وينتقل حيث ما يشاء ومتى شاء يتجول في عالم الملك والملكوت والجبروت وبهذه الذات الشريفة يحضر في الوظيفة والى الكمل من الأولياء ويرونه يقظة لا منام أما حقيقته المحمدية عين النور المحمدي المكتوم مصدر كل طاقة ونور كوني مملوء بها الكون ذرة ذرة من كل مكان وزمان هي التي تقع منها المشاهدة في قلوب بصيرة العارفين رضي الله تعالى عنهم جميعا هذه الحضرة النورانية الشريفة التي يقع العارفين في نورها الفناء حتى تكون روحا خاصا للعارف وبها يقع الفتح المبين للعارفين وإن كان هو صلى الله عليه وسلم روح عام لكل مخلوق فيه روح وراجع إن شئت شرح يقوتة الحقائق في التعريف بحقيقة سيد الخلائق للقطب المكتوم في جواهر المعاني عند شرحه
<< اللهم إجعله لنا روحا ولعبادتنا سرا >> تعرف حقيقة سريان روحه الشريفة صلى الله عليه وسلم.
والسلام أخوكم في الله عبد ربه وأسير عبوديته سبط القطب المكتوم وحفيد التماسيني ..
محمدالهادي التجاني التماسيني عين ماضي- الأغواط – الجزائر
منقول عن منتدي الحمد لله
رد عبد ربه وأسير عبوديته سبط القطب المكتوم وحفيد التماسيني ..محمد الهادي التجاني التماسيني على سؤال.... الذي تضمن نصه : أسأل مشايخنا الكرام عن معنى الحضور النبوي الشريف في الوظيفة وكيف نفرق بين هذا الحضور وبين الحقيقة التي تقول أن الحقيقة المحمدية حاضرة مع كل ذرة في الوجود :<< لقد جاءكم رسول من أنفسكم ...>>
أيها الأخ المراد الصادق واضح من سؤالك أن لك قدم صدق في هذه الحضرة الأحمدية المحمدية الكنزية الذخرية العبدية الختمية الطاهرة وهي كيف توفق بين حضوره صلى الله عليه وسلم في الوظيفة وبين حضوره الدائم المستمر في كل مكان وزمان وفي كل ذرة في الوجود.
ولرد على سؤالك الملهم الذي نتمنى على الله أن يزد به معرفة وعلم لكثير من الأحباب التجانيين وغيرهم جميع أحباب سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم..... اعلم يا أخي في الله حتى ولو كنت لا أعرف اسمك ونسبك الظاهر وأنتم كذلك لا تعرف عني شيئا سوى قوة أنوار المحبة في شيخي وكافلي أبي الروحي الثاني في الإيمان غذاء روحي ووجهتي من الحق قائدي ودليلي إلى حضرة سراج النور الذي أسرجت من أنواره جميع السرج ولم ينقص من نوره شيء صلى الله عليه وسلم أعني صاحب تربيتي الروحية بالطريقة الأويسية مباشرة أبي الروحي الثاني القطب المكتوم والبرزخ المختوم والخاتم المحمدي المعلوم عند أهل الصفاء والوفاء.
اعلم أيا الأخ الصادق يجب أن يستقر في علمك أن جميع الصلوات على النبي صلى الله عليه وسام في غاية الفضل والرفعة والسمو والشرف وإليه تشير الإشارة في قوله الصادق المأمون صلى الله عليه وسلم << إنما أنا رحمة مهداة >> ... ومن وفقه الله من الأمة المختارة والهمة والتصديق والرضا يتقبل بقلب واسع والرجاء باسط اليدين لهذه الهدية المهداة من عين كرم فضل جود الرحمة الربانية ...حضرة << ذلك فضل الله >> حيث ينتقل السالك من مريد صادق إلى مراد الحضرة المالكة مجتبى السيادة الأزلية عبد الله لا غير لا عبد أجر ولا عبد خوف ولا عبد دينار عبد المنعم لا غير فاقد الرجاء في كل ما سوى الله .
وكما هو معلوم عند أهل الصفاء أن فضل الصلوات على النبي المختار صلى الله عليه وسلم يتفاوت رفعة وسموا للسالك لا للصلاة بين كل صلاة وصلاة وذلك حسب رفعة شأن قائل ومنضم تلك الصلاة وصلاة الإمام على كرم الله وجهه لها فضلها الخاص وصلاة الصحابي الجليل ابن مسعود كذلك صلاة الحاتمي والجيللي والإمام الشاذلي والقطب المكتوم وكذلك رضي الله تعالى عن جميع سادتنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والأولياء جميعا وكل من هو مقبوض أحضان سيدنا ونبينا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .... وأعلم أن جوهرة الكمال هي درة منفردة فريدة ... واعلم أن هذه الصلاة من صنف المديح لسيد الرجال صلى الله عليه وسلم كالبردة والهمزية للإمام البصيري رحمه الله إنما جوهرة الكمال أعلا وأعظم شرفا من أي مديح قاله البشر لأنها منسوبة له وشرف التابع من المتبوع وهو ناظمها وقائلها صلى الله عليه وسلم ... ومن عنده علم بعلم حق اليقين أنه صلى الله عليه وسلم مدح نفسه بنفسه لنفسه بأعظم وأجل مديح على الإطلاق ... وأنت أيها المراد الصادق إذا وفقك الله ومدحت قمر الوجود في نفسك بنفسك... أليس هناك رمز وطلسم يستحق الحل وقد قلت في ختام سؤالك<< لقد جاءكم رسول من أنفسكم >> وأنت أيها الأخ إذا أردت أن تعرف كيف توفق بين حضوره في الوظيفة صلى الله عليه وسلم وحضوره الدائم المستمر دون انقطاع لحظة في كل زمان ومكان وفي كل درة من الوجود يجب أن تعرف أنه لو توقف نوره لحظة لإنهد الوجود وانحرف من تجلي أنوار سبحاة العظمة والكبرياء مباشرة للمخلوقات دون حجاب رحمة للعالمين المضلة الواقية للمخلوقات الظل الذي استظل تحت ضله الظليل كل مخلوق –أخي في الله رفيق الدرب السعيد إن أردت أن يتضح لك كيف توفق بين حضوره في الوظيفة بالذات الشريفة وكذا كل خليفة تحت ضله الظليل وبين حضوره في كل مكان وزمان في جميع ذراة الوجود ... هذا متوقف على ارتفاع مؤشر فقه معرفة المريد وكمال غوصه في مراتب بطون الأربعة دون سره العزيز المكتوم على غير الله سبحانه وتعالى وقوة يقين قلب المؤمن الثابت الذي لا يتقلب بين طرفي النور والظلام ...القلب الثابت النضر الموجه صوب شطر نور أنوار الجمال القدسي ... النور الذي عم جميع الأماكن المقدسة خاصة المسجد الحرام موطن مولده الشريف قبلة كل قاصد متوجه إلى الله ... ويتوقف كذلك على العين الناضرة والتلسكوب الجبار المكبر والمعظم إلى هذه الحضرة الجمالية الطاهرة الشريفة. المجملة والمعززة بنيشان عز أول العبدين وأحمد الحامدين وأقرب الساجدين إلى الله... وبقوله تعالى << أسجد واقترب >> وقوله تعالى << قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين >> من سن الحمد على الله بالله لله ... << من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة... >> واعلم أخي في الله أن التعلق وأنضر إليه صلى الله عليه وسلم على وجهين عند العرفين التعلق الصوري والتعلق الروحي...
التعلق الروحي هو التعلق بحقيقته النورانية الكاملة صلى الله عليه وسلم ... يكون بالغوص والتبحر والتوغل في معرفة باطنه واحدا أو أكثر من مراتب بطونه الأربعة الصورة الأولى الإنسانية الكاملة التي خلقها الله في أحسن تقويم وأحبها الله ومقصود الله من الأكوان المتكونة دورا على دور وبحر على بحر وفيض على فيض
والتعلق الثاني التعلق الصوري بالصور الآدمية الشريفة التي كرم الله صورة جميع بني آدم برا وفاجرا من أجلها وعلى عين تكرم ألف عين الذات الكثيفة التي ولدت بمكة المكرمة وأدت الأمانة وبلغت الرسالة ورجعت إلى الرفيق الأعلى في زمن معلوم وكما شاء وقدر سبحانه وتعالى والتعلق بهذه الصورة الجميلة التي أحبها الله لها مراتب حتى يبلغ المتعلق بها إلى رؤيتها ومشاهدتها بعين البصر يجب أولا أن يخزن المريد في الذاكرة صفاتها الظاهرة الجميلة كما شاهدها وعاينها ووصفها الواصف من الصحابة الكرام وهي معروفة ومدونة في كتب السيرة النبوية الشريفة ... لا نطيل بكتابتها
والسالك الشاكر مراد الحضرة الإلهية إذا امتثل الأمر قوى نوره ولم يركن عند سماع الأمر من الله << يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما >> ومن أدمن شرب كؤوس الصلاة والسلام على حبيب الله صلى الله عليه وسلم إلى درجة الاستهتار والجنون في نضر الأغبياء المجانين الأموات وإذا كان المريد عاشقا فعلا مداح القمر في انتظار الإشراق. مصلياً عليه في كل الأحوال في سر و وجهر و ...متفاني متلاشي في حبه...ذاهلا عن غيره غائباً عن نفسه أعمى عن شهود غيره صل الله عليه وسلم إلى أن يصل المحب العاشق الولهان إلى الفناء والمحو في نور الأنوار الذي تنمحق وتنسحق من هيبة جلاله جميع الصور والمشاهد والأكوان من مرآة قلب وعقل المشاهد... وفي هذا الموقف الأجل أشار الإمام البصيري
كأنه و هو فرد من جلالته----في عسكر حين يلقاه و في حشم
حيث يبلغ المشاهد درجة الفناء الكامل والمحو التام حيث يفنى وينمحق كل شيء لاشعور ولا إحساس ولا زمان ولا مكان ولا أين ولا كيف ولا نفس ولا عبد ولا سيد ولا روح ولا ذاكر ولا ذكر يزول كل شيء –وفي هذه الحالة اللاشعورية حتماً يكون فيها القلب والعقل الإنساني كامل الصفاء والنقاء والتجوهر –لا شيء فيهما سوى مرآة صافية مستعدة لالتقاط كل صورة تواجه المرآة والعاشق مداح القمر كان في البداية قبل المحو والفناء موجهاً بقلبه وعقله الممدوح كامل الأوصاف والنعوت صلى الله عليه وسلم .
ولحظة الانتباه واليقظة والصحو الكامل يجد المداح الصورة الجميلة الشريفة منطبعة في عقله وفكره وقلبه ونفسه بكل أوصاف الجمال والجلال كما كان عليه في الحياة الدنيوية صلى الله عليه وسلم ...وهناك من البعض كل من نام يراه ...وهناك من يراه كلما غمض عينه وهناك من لا تزول الصورة أنفاسه طرفة عين وهذا نوع من أنواع المشاهدة...وهناك المعاينة ...
وهناك ما هو أكمل وأتم هو حضور الذات الشريفة يقظة لا مناماً... وإن شئت أن أعطيك إشارة لطيفة عليك بفك رمز الطلسم إن كنت تملك جهاز رادار قوي ...سوف وحدك تقرءا الرمز وتتضح لك الإشارة وتفهم العبارة أنت ...أنت المغرور بتزاحم قيل وقال ...أنت الغائب لا هو...أنت المغيب بحجب وأستار من عقلك أما هو صلى الله عليه وسلم فله الحضور الكامل والتام في أي مكان وزمان وهو قبلة قلبك وعقلك أماما بصرك وبصيرتك وإذا انتبهت من الغفلة وصحوة من النوم..جرب جرب ..وصدق تسلم جربه استحضره يحضر التفت عنه يغيب...جرب جرب ...غيب نفسك يحضر في نفسك ...أليس هو إمامك وأولى بك من نفسك ..ويعرف مصالحك جرب غيب نفسك وترك له التدبير والاختيار بدلاً منك...
من المعلوم من السنة الشريفة ويقين العارفين بالله << الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون>> أن جميع الأنبياء والمرسلين أحياء في قبورهم وذواتهم لا يأكلها التراب
والجميع شهداء وقتلوا في سبيل الله وإن ماتوا على الفرش على نبينا وعليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام . ومن الثابت سنه أن موسى يصلي في قبره وأن جميع الانبياء والمرسلين صلوا خلف الإمام الأعظم صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج ومن الأولياء سيدنا الخضر حي يرزق ويتجول في كل مكان وزمان ويتقابل مع العارفين ويأخذون عنه علوم وأسرار وأنوار .
أما الإمام الأعظم صلى الله عليه وسلم حي في قبره بذاته الشريفة وينتقل حيث ما يشاء ومتى شاء يتجول في عالم الملك والملكوت والجبروت وبهذه الذات الشريفة يحضر في الوظيفة والى الكمل من الأولياء ويرونه يقظة لا منام أما حقيقته المحمدية عين النور المحمدي المكتوم مصدر كل طاقة ونور كوني مملوء بها الكون ذرة ذرة من كل مكان وزمان هي التي تقع منها المشاهدة في قلوب بصيرة العارفين رضي الله تعالى عنهم جميعا هذه الحضرة النورانية الشريفة التي يقع العارفين في نورها الفناء حتى تكون روحا خاصا للعارف وبها يقع الفتح المبين للعارفين وإن كان هو صلى الله عليه وسلم روح عام لكل مخلوق فيه روح وراجع إن شئت شرح يقوتة الحقائق في التعريف بحقيقة سيد الخلائق للقطب المكتوم في جواهر المعاني عند شرحه
<< اللهم إجعله لنا روحا ولعبادتنا سرا >> تعرف حقيقة سريان روحه الشريفة صلى الله عليه وسلم.
والسلام أخوكم في الله عبد ربه وأسير عبوديته سبط القطب المكتوم وحفيد التماسيني ..
محمدالهادي التجاني التماسيني عين ماضي- الأغواط – الجزائر
منقول عن منتدي الحمد لله
[img][/img]